الاثنين، 27 يوليو 2015

الندم !!


الندم !!
.............
الاثنين 27 يوليو 2015
.
.
كلمونى تانى عنك ......فكرونى ....فكرونى
صحوا نار الشوق....الشوق فى قلبى ...وف عيونى
.
كان يجلس صامتاً لا يشاركهم احاديث المساء ولا كاسات الراح وضحكاتهم البلهاء....
فقط كان ينصت اليهم وعيناه شاردتان ...اطلق خياله عبر الافق يرقب سحابة تسير الهوينا بين النجوم حتى تدثر بها البدر محتجباً ..
..
رجعوا لى الماضى بنعيمه .....وهناوته وبحلاوته ..وبعذابه..وبقساوته
..
نفس المكان بالقرب من شاطىء البحر حيث يجتمعون نهاية كل اسبوع كما تلك الليالى الخوالى ...
تتناغم الاصوات فى مسامعه فتختفى حروف الكلمات وهو يعبر البحر ليرى نفسه معها فى ذات المكان ....الضحكات المرحة تصدح كما انفاس المساء فوق روابى جزيرة فى عمق المحيط .... يحتضنها منتشياً ويبتسم ..
..
وافتكرت ..فرحت ...وياك اد ايه .....
..
تنطلق الاحاديث فتتشابك وتتفرع وتتناثر لتلقى بأطرافها على نفس النهاية كما فى كل مرة تقريبا ..
...ينطق احدهم بإسمها ....ومن هنا تتشح الامسية بالسواد ...
...
...وافتكرت ....كمان ياروحى بعدنا ليه ....بعدنا ليه ..
..
يلتفت كليا اليهم ....ينصت متحفزا تخترق نظراته العميقة دواخلهم جميعا كأنما يستجلى الصدق فى أعماق أفئدتهم ...
..
صحوا حتى الغيره ....صحوا لى ظنونى ..
..
ـــ لقد تركتك من اجله ايها الغبى ..
ـــ انها الان معه بلا ادنى شك ...
ـــ نعم ... اذهب بنفسك لتشاهدهما
ــــ هاك الدليل ان كنت غير مصدق ...
ـــ اتذكر عندما ......
ـــ وعندما ......
ـــ وعندما .....
ـــ الان ماذا تراك ستفعل ..؟؟
يضحك احدهم ساخر ويكمل
ــــ انه اجبن من ان يفعل اى شىء ..
..
تتفجر الدماء فى شرايينه ...تتسارع نبضاته بعنف ...تهتز انامله توترا وهو يصفع احدهم بقوة ثم يهرول مبتعدا قاصدا بيتها الذى صار مشهده عن بعد مهترءا خلال نظراته التائهة ..
..
كانوا قد توقفوا عن احاديثهم يراقبونه وهو ينطلق بينما اسرع احدهم خلفه يحاول منعه
وصل الى باب البيت .... بكل العنف اصطدم به ليسقطه ويتجاوزه كما اعصار ...
..... ارجع .....ارجع ..!!!
صوت صياح مبهم ....
وصل الرجل لاهثا الى الباب ...
لحظة صمت ...
انطلقت الرصاصة يدوى ازيزها مخترقا اصداء الليل ...
توقف الزمن عن النبض وكفت كل الاصوات ...
لقد قتلها بالفعل ..!!!
..
خرج ذاهلا تتعثر خطواته ....إلتقاه احدهم بنظرات رعب وصوت متهدج...
ـــ ماذا فعلت .....؟؟؟ .....لقد سخروا منك ....كانوا سكارى يهزون ...
..
اختفى البدر فى تلك الليلة ولم يعاود الظهور مجددا ...
تعاقبت الليالى مظلمةً وعاود السكارى سهراتهم وعاود هو مراقبتهم عن بعد تارة واخرى يقترب منهم متلصصا ليتسمع ماذا يقولون ...
فى نهاية كل ليلة كان ينطلق كالتائه تأكل قدماه الطرقات لينتهى دوما الى تلك المقبرة ...
يجلس امامها باكيا ندما وعجزا ...
..
ياحياتى أنا كلّى حيرة..... ونار وغيرة .... وشوق إليك
نفسى أهرب من عذابى .....نفسى أرتاح بين ايديك
أرتاح ... بين ايديك ...
..
يظل يبكى مترقبا تلك اللحظة مهما طال به الوقت او بعدت الايام ...
تتجه الخطوات الرتيبة الحزينة اليه ...
تقف امام المقبرة متجاوزة اياه ...تخلع نظارتها السوداء لتمسح دموعها....
تقرأ الفاتحة وتهمس داعية ....الله يرحمك ويغفر لك ..
تنهمر دموعه وهو يتحسس الهواء بأنامل ضائعة كما الدخان ...
ينهار كما حبات الثرى وهو يشاهدها تبتعد متوارية خلف اللاشىء ..
..
تنتهى الايام.... وتطوى العمر منا ....
وانت حبك ....للابد.. مالوش نهاية .....مالوش نهاية ...
حبك انت مالوش نهاااااااية ...
..
.
ــــــــــــــــ............ تمـــــــــــــــــــــــــــت .........ـــــــــــــــــــــــــــــ

...