الخميس، 21 مايو 2015

حديثٌ فى حضنِ الخشب


حديثٌ فى حضنِ الخشب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
الجمعة 22 مايو 2015
..
ـــ بماذا تفضل ان تصفه به ..؟؟
ـــ أقول انه من اعظم الاختبارات الألهية للبشر ..!!!
..
كانت السياط المجدولة تلهب ظهره فتدميه ...ماعاد جلبابه الذى تمزق جراء الجلد يقيه وقع تلك الضربات المتتالية ...وقع مرارا تحت ثقل ما يحمله على كتفه ...لقد جُر جراً وسُب سبا ودُفع دفعا محتضنا الموت القادم إليه يطير طائره الاسود محلقا فى علياء السماء ...
..
ــ حسناً أنت لا تقبل إذاً بأن الذى صُلبَ هو مجرد آخر أُلقى شبهه عليه ..؟؟
ــ بالتأكيد ....فأول الامر معنى الصلب محل خلاف بيننا ..
الصلب هو الموت على الصليب وليس مجرد التعليق عليه ...
..
ضربه احدهم فوقع على ظهره ارضا ووقع الى جواره الصليب الخشبى الضخم .....وجهه مترب وعيناه تطوفان فيمن حوله يلمح الدموع الحزينة تترقرق لتسقط على الاصابع المتشابكة تتوسل داعية متعبدة ...جذب احدهم كفه الايمن بقسوة لينفرد الذراع متوترا ...امسكت الاصابع الغليظة القاسية بالكف لتفرده وتضع سن المسمار الحديدى الضخم فى منتصفه على جناح الصليب فى الوقت نفسه كان اخر قد شد الكف الايسر بنفس الصورة ...
..
ــ لكنك ستبتعد بهذه الصورة عن مضمون *..وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ *...
ـــ لا بل أنا فى قلب الآية لم افارقها او اخالفها ..
هم لم يقتلوه نعم ....ولم يصلبوه حقا لانه لم يمت على الصليب ...
واما عن الكلمة اللغز شُبه لهم فهنا يختلف التأويل ..
..
هاهم قد جمعوا القدمين الحافيتين معا...بطنا على ظهر ...برزت العظام ليستقر السن المدبب كما حربة من نار فى مفرق الفقرات...
بكل عنف البشر وبمنتهى قسوة نيران الكفر الاعمى والمقت المبين ضرب الحديد الحديد ...قرع الصوت مسامع الدنيا بصورة مروعة ...اخترقت المسامير اللحم الواهن بين فقرات العظام الضعيفة لتستقر دفينة خارقة حارقة فى حضن الخشب ...
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه..
انطلقت الصرخة تزلزل الجبال وتحرك السحاب وتخفى ضوء الشمس خجلا وحزنا ... .....انها كأس العذاب تنضح بأولى قطراتها ..
..
ــ أنت تدعم التفسير بأن شبهه الشكلى ألقى على من سلمه ايا من كان يهوذا او غيره ....
بينما ارى ان المعنى انه شبه لهم انه مات على الصليب اى ظنوه مات لما تشابه لهم من حالته الساكنة كمن لفظ انفاسه الاخيرة ..
..
ارتفع الصليب مشهراً يحمل الجسد النقى ليعلو فوق هامات البشر
ترقرق حضن الخشب ...تأوه وبكى حزناً ..
...
ــ وما دليلك على هذا .؟؟
ــ الكثير...لو كان المصلوب يهوذا .فمتى تم إعلان هذا الامر للعالمين .؟؟
ـــ بنزول القرآن وتوضيحه حقيقة ماحدث ..
ـــ حسنا ...ولو سلمنا بهذا اعتمادا لتفسير الآية كما يعتنقه الكثيرون
فما بال القرون التى مضت قبل نزول القرآن ومابال من عاش خلالها ومات معتقدا ان المصلوب هو المسيح لا يهوذا ...؟؟
كيف سيستقيم الامر على هذا النحو وهؤلاء لم يخبرهم احد ان المصلوب ليس المسيح ...؟؟
..
سار يهوذا بين الجمع ناكس الرأس اشار البعض اليه وتمتم اخرون
انه اول من غمس خبزه فى الصحن ...انه هو بلا ريب او شك ...هو من سلمه كما قال سابقا ..
..
ـــ لو المصلوب يهوذا لافتقده الجميع بعد الصلب وما وجدوه بينهم ولكانت الروايات ذكرت خبر اختفاءه ...لكن المروى خلاف هذا تماما ...
ولو المصلوب يهوذا فكيف لم يجدوا جسده فى القبر وكيف خرج منه بالاساس ..؟؟؟ هل هى معجزة ليهوذا .....؟؟؟
ولو المصلوب هذا او ذاك او اى اخر فما ذنبه ولمَّ يحمل عن المسيح ألامه ويتجرع كأسه..؟؟؟
..
تنفس الخشب ليهمس ...شَرُفتُ بكَ أيما شرفٍ ...
مر الوقت بطيئاً تحمل دقائقه كل تاريخ الألام عبر عمر الانسانية ...
وعادت الاصوات تسأل ...أتراهُ قد مات الأن ..؟؟
أنصت الخشبُ إلى خفقات النبض الغارقة فى الصفاء....انها لحظة الاحتواء قد فصلت الألم عن موضع الحياة ...همس الخشب وهو يقبل موضع الطعنة ....الان نم لتكن روحك فى نبع الضياء .. ..
..
ـــ وما الجديد إذاً يارجل ..؟؟
ــ الجديد والذى لم يشر اليه احد ممن سبق كلمة واحدة تجد انها لو اُخذت بمعناها المجرد لما كانت ذات اضافة وتعالى الله سبحانه ان يورد فى كلامه حرفا ناهيك عن كلمة بلا جدوى ..
ـــ اى كلمة تقصد ..؟؟؟
ـــ ...... *{ وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا }*
ـــ لم افهم ..!!!
ـــ انها * حياً * .....هل يُبعثُ الناسُ غير أحياء .....لا بالطبع الكل سيبعثون أحياءً ..فالبعثُ هو إحياء للموتى جميعا ....لو كانت الآية بدون حياً هل كان ينقص معناها شىء ....؟؟؟ ...لا اعتقد ......فما دلالة *حياً * هنا إذاً ..؟؟؟؟
...........................تمــــــــــــــــــــــــــــــت .................................................