الجمعة، 17 أبريل 2015




أم الصبيان ..!!!
ـــــــــــــــــــ
 الجمعة 16 ابريل 2015
..
..
كان الصوت ضعيفا واهنا بالفعل لكنه انتبه له رغم نومه فالتفت برأسه الى ما فوق كتفه محدقا فى ظلام الغرفة محاولا تبين مقبض الباب ..
مد يده فضغط زر المصباح القريب من الفراش الذى اضاء الظلام بضوء احمر باهت ألقى بالظلال على كل ماحوله ..
مرت ثوان بطيئة ثقيلة وهو يرهف حواسه جميعا ...لم يسمع جديدا ..قام متحفزا بهدوء شديد وهو يخطو تجاه الباب ....امسك بالمقبض   ففتحه بسرعة ليرى لاشىء ولا احد غير الضوء الخافت الذى ينير الصالة الصغيرة ...
خطى خطوة خارج الغرفة منصتاً ...
مَم.. مَم ..مَم ..مَم ....هاهو الصوت مجددا ...انه بالفعل يأتى  من الحمام الموارب بابه فى اخر الصالة ...
تقدم خطوتين ثم توقف لحظة ينظر حوله ...اقترب من منضدة صغيرة فالتقط من فوقها صغيرة تمثالا من البرونز كسلاح فى يده..
مَم ..مَم ..مَم ..مَم ..مَم ...
تكرر الصوت قريبا منه فالتفت مسرعا رافعا قبضته بالتمثال مهاجما وهو يرقب باب الحمام بحذر ..
اقترب يحاول ان يمد بصره من خلال فرجة الباب ليستطلع ماوراءه ...انه على بعد خطوة واحدة ....يده اليسرى تمتد لتزيح الباب وقدمه اليسرى تخطو  الى داخل الحمام فى اللحظة التى مرق سريعا من بين قدميه وهو يحبو على اربع ..
قفز بالرغم منه شاهقا متراجعا ووقع مرتدا الى الخلف ينظر برعب الى ذلك الطفل الغريب العارى الذى توقف على بعد عدة خطوات منه ينظر اليه محملقا بعينين يبرقان ...خفق قلبه بشدة وهو يبسمل وقد تملكته الرعشة... تلعثم صوته وازدرد ريقه و حاول ان يطلق  صراخا فما استطاع ...نظرة ثاقبة مخيفة سلطها الطفل عليه ثم تقدم منه خطوة وهو يحبو ببطء ...تراجع الى الوراء زاحفا من وقعته ويده تتلمس الارض بجواره بحثا عن التمثال ...توقف الطفل ومازال يحدق فيه ...
...يده تعثر على التمثال .......رفع الطفل يديه عن الارض ... يده تقبض مرتعشة على التمثال .....نهض الطفل واقفا على قدميه لتظهر بطنه المذبوحة وامعاؤه النازفة الساقطة متدلية وتقدم تجاهه خطوة مترنحا يتمتم .. مم ..مم  ....صرخ وهو يقذف التمثال البرونزى بقوة صوب الطفل ...لااااااا.. ابعد ...ابعد ...
فتح الطفل فمه ناطقا مم مم ...   فى اللحظة التى اصطدم الثمثال بقوة فى ذات موضع الطفل بالارض مطلقا صوتا مفزعا ...
..اختفى الطفل متلاشيا ....اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ...اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ...اخذ يكررها وهو ينهض وضربات قلبه تصم اذنيه ...اسرع يجرى تجاه باب الخروج منطلقا صارخا ينهب السلم نزولا الى قاعة استقبال الفندق ...
الوقت فجرا وما من احد غير تلك السيدة التى تجلس خلف المكتب تمسك بدمية لطفل تهدهدها  ...
جرى عليها مذهولا وهو يشير الى الاعلى برعب وعيناه متسائلة وصوته مرتعشا يكرر...فوق ....فوق ....فى الحمام .....!!!
رفعت عينيها اليه بنظرة لا حياة فيها وهى تمسح رأس الدمية مكررة .... هوووووو نينة نااااام ....هووووو  نينة نااااام ....هووووو نينة نااااااااااام ..!!!!

ــــــــــــــ.......... تمــــــــــــــــــــــت ..........ـــــــــــــــــ
.
من ساقه حظه الى محافظة بنى سويف ونزل فى الفندق القديم المسمى ؛ أم الصبيان ؛ بالقرب من محطة القطار هناك قد يعرف تفاصيل القصة اكثر من غيره ...
تحياتى لكم
ــــــــــــــــــــــــ
علاء الدين هدهد