الجمعة، 22 أغسطس 2014

المستنقع !!

 
المستنقع !!
ــــــــــــــــــــــ
قصة بقلمى / علاء الدين هدهد
الجمعة 22 اغسطس 2014
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
..
كانت الاصوات المختلطة تكبر وتهلل وهو يسير بجوار قائده فخورا مزهوا بنفسه ...اعتدلت قامته وارتفعت رأسه وشعر بقشعريرة التكبيرات تشحن جسده وتجعل قبضته على سلاحه اقوة واشد ...
هاهو يشاهد مجموعة من الكافرين الذين وجب قتلهم نصرة لدين الله واعلاءا لراية الاسلام ..يشاهدهم معصوبى العيون ومقيدى اليدين خلق الظهر يساقون الى ساحة الاعدام ..
التكبيرات تعلوا والدعوات لامير المؤمنين وخليفة المسلمين بالثناء والحمد ...قاربت الشمس على المغيب ...هذه الرمال الصفراء لم ترتو بعد من دماء الكافرين رغم كل من ذبحوهم واراقوا دماءهم عليها ...اقترب منه قائده الذى يتولى تدريبه ليهمس فى أذنه وهما يسيران متجاورين ..
ـــ هاقد حانت ساعة اللذة الكبرى لك يا ابو صعيب ...الان سوف تتقرب الى الله بشكل لم تحلم به من قبل ...
هز رأسه وشبح ابتسامة باهتة ارتسم على وجهه ....سمع صدى الكلمة الاخيرة يتردد فى داخله كما رجيع الصراخ فى بئر سحيق .. من قبل ...من قبل ..من قبل ..
هاهو يسترجع لحظة وداعه لابيه الشيخ الجليل الذى سافر الى سوريا قبل اندلاع الثورة فيها بشهر واحد ....كان يوما مشهودا فى حياته ...لم يكن بالنسبة له ابا فقط بل صديقا و معلما وشيخا حفظ على يديه القرآن وغاص فى بحور العلوم الدينية ...
وهاهو يسترجع اليوم الحزين الذى وصلته الاخبار فيه بالمذابح التى حدثت فى سوريا بعد الثورة وان والده اختفى وانقطعت اخباره تماما ...
وهاهو يتذكر اليوم المشئوم الذى اخبره احد اللاجئين السوريين ان والده قد قتل منذ ايام قليلة ومثل بجثته ابشع تمثيل ...
منذ ذلك اليوم يحلم بالثأر لوالده ...يحلم بأن يقتص له ممن قتله فقتل معه السماحة والطيبة والتدين والوساطية والاسلام الحق ..
وهاهو يسترجع ذلك اليوم الذى تعرف فيه على احد المجاهدين عبر الانترنت والذى دعاه للجهاد تحت راية دولة الاسلام والقصاص لوالده ....
رحلة طويلة من السفر الى تركيا ومنها الى العراق حتى اهتدى الى الطريق الحق ...كانت دماؤه تغلى فى شرايينه تنادى دوما بعطشها الى سفك الدم والى القتل ..
تجمهر الناس وتحلقوا فى دائرة واسعة ...اصوات النحيب والبكاء من تلك الجماعة الكافرة المساقة الى حتفها تتعالى ...واصوات التكبير تعلو اكثر فأكثر..
توقفوااااا ...
صدر الامر قويا حازما ...فتوقف الجميع عن التقدم ووقع بعضهم جراء اصطدام الاخرين به ..
اقترب قائده من احد الرجال والذى كان بجواره طفل لم يتجاوز العاشرة من عمره لا يتوقف عن البكاء رعبا ومافتىء الرجل يحاول اسكاته وطمئنته ...
امسك القائد بالرجل يجره من شعر رأسه ومن ذيل العصابة التى على عينيه وصرخ فى وجهه ...ايها الكافر حانت لحظة نهايتك ..
قال ذلك ودفعه ليقع ارضا على ظهره ثم اشار الى تابعه قائلا :
ــ هيا ...هذه لحظتك ياأبا صعيب ..
انتبه الاخير فتيقظت كل حواسه ...علق بندقيته وراء ظهره ثم استل خنجرا طويلا حادا من غمد مثبت على ساقه ...احكم قبضته على مقبض الخنجر وتقدم يتمتم بسم الله الله اكبر ..
اقترب من الرجل الواقع على الارض ...مد يده اليسرى الى عنقه يقبض عليه بقوة ...انتفض الرجل وحاول التراجع زحفا الى الخلف ثم نطق بصوت مخنوق مبحوح ...أشـ...ـهـ...ــد ...ألا ...إله إلا الله ....واااااا .....أشــ ....ـهد أن ..محمدا رســــــــ...ــو ل الله ..
ارخى ابو صعيب قبضته عن عنق الرجل والتفت ناظرا الى قائده متسائلا ...تجهم الاخير غاضبا وصاح به ...اذبحه يا ابا صعيب ..
نظر الشاب الى قائده ثم الى الرجل الذى ترتعد فرائصه وما زال يتمتم مكررا بشكل هستيرى الشهادتين ...وقال ــ لكنه .....
وقبل ان يكمل اقترب القائد منه غاضبا فقاطعه قائلا ــ انه كاذب محتال ...كافر ملعون... يحاول النجاة بنفسه ...سأثبت لك وستكون الاخيرة لك التى تخالف فيها امرى ولو لطرفة عين ....
تقدم القائد من الرجل فأخذ بتلابيبه بقسوة وجذبه ليقف على قدميه ثم نزع العصابة عن عينه ونظر الى وجهه الذى يسكنه الرعب والخوف ...صاح فى وجهه ...اتدعى الاسلام ايها الكافر ...حسنا
هيا اعلن عن اسلامك بالفعل لا القول ...
قال ذلك وتوجه الى الطفل القريب منهما فجذبه بعنف لتتعالى صرخات الطفل وتوسلاته بينما خيم الصمت على الجميع يحملقون بترقب وقلق ..
نزع العصابة عن عينى الطفل فازدادت صرخاته اكثر وهو يتلفت حوله مرعوبا ..
قال القائد وهو يرمى بسكين كانت معه امام قدمى الرجل ...
ــ هيا..... اذبح هذا الطفل الكافر حتى لا يكبر ويناصب المسلمين العداء ...
الطفل ينحنى على قدمى الرجل وهو يذرف الدمع ناحبا وشهقاته تخنق الكلمات فى فمه فلا يخرج منه الا ترديده ....ابى ....لا يا ابى ....لا يا ابى ....
نظر الرجل الى القائد ومن معه من الرجال ليرى فواهات بنادقهم مصوبة الى رأسه تنتظر رد الفعل منه ...
ارتعشت شفتا الرجل وارتعد جسده وهو يمد يده ليقبض على السكين من الارض ...تراءت له العديد من الصور والمشاهد فى مخيلته ...زاد بكاءه ....نظر فى عينى الطفل الباكى ودمعت عيناه وهو يردد هامسا ...أبانا الذى فى السموات ....لم يستطع ان يكمل من شدة بكاءه ...كان يمسك برأس الطفل الصارخ وهو يتمتم .. ...بيدى انا يابنى لعلها تحمل مع حبى لك ورحمتى بك رحمة الرب فلا تتعذب كما ستتعذب على اياديهم ....وضع السكين على عنق الطفل ...صرخ الاخير لااااااااا...
جذب الرجل السكين بسرعة ماررا بها على العنق النحيل وهو يبكى بعنف صارخا .. ساااااااااااامحنى يا بنى ...
ثم امسك السكين بكلتا قبضتيه ووجه طرف نصلها الى صدره ليغرسها فى قلبه فيسقط بجوار الطفل تسيل الدماء منهما ...
تعالت ضحكات القائد ومن معه من الرجال فى حين سكن الزهول وجه الشاب فصاح به القائد قائلا ...أرأيت ..؟ ...أرأيت انه كان يخادعك ...؟؟
هيا ....عليك بذلك الرجل التالى ..واياك والتردد ...
تمتم الشاب لنفسه وهو يقبض بقوة على مقبض خنجره ...سحقا لهم من كافرين مرتدين ....لا.. لن تأخذنى بهم شفقة ولا رحمة بعد الان ..
امسك بكتف الرجل التالى القريب منه دفعه فى ظهره فوقع على ركبتيه ...وقف الشاب من خلفه فجذب ذيل العصابة فخلعها ووضع يده من اعلى على وجه الرجل فأدخل اصبعيه فى فتحتى أنف الرجل ليرجع راس الرجل الى الوراء بعنف وهو ينظر الى عينى قائده يستمد منهما القوة ...سمع الرجل يتمتم بالشهادتين امتعضت ملامحه فى غير مبالاة وبكل القسوة والقوة نحر عنق الرجل وهو يصيح الله اكبر ...الله اكبر.. الله اكبر ..
كبر الرجال من حوله مع تكبيراته وتعالت ضحكاتهم ...ارتسمت ضحكة الانتصار على شفتيه وهو ينحنى لينظر الى الرأس المنحورة فإتسعت عيناه رعبا وفزعا وهولا وجنونا وانطلق صوته راعدا صارخا مدويا خافقا قلبه مرتعدا ....
لاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ....!!!!!
..........................تمــــــــــــــــــت ............................
صورة: ‏المستنقع !!
ــــــــــــــــــــــ
قصة بقلمى / علاء الدين هدهد 
..
كانت الاصوات المختلطة تكبر وتهلل وهو يسير بجوار قائده فخورا مزهوا بنفسه ...اعتدلت قامته وارتفعت رأسه وشعر بقشعريرة التكبيرات تشحن جسده وتجعل قبضته على سلاحه اقوة واشد ...
هاهو يشاهد مجموعة من الكافرين الذين وجب قتلهم نصرة لدين الله واعلاءا لراية الاسلام ..يشاهدهم معصوبى العيون ومقيدى اليدين خلق الظهر يساقون الى ساحة الاعدام ..
التكبيرات تعلوا والدعوات لامير المؤمنين وخليفة المسلمين بالثناء والحمد ...قاربت الشمس على المغيب ...هذه الرمال الصفراء لم ترتو بعد من دماء الكافرين رغم كل من ذبحوهم واراقوا دماءهم عليها ...اقترب منه قائده الذى يتولى تدريبه ليهمس فى أذنه وهما يسيران متجاورين ..
ـــ هاقد حانت ساعة اللذة الكبرى لك يا ابو صعيب ...الان سوف تتقرب الى الله بشكل لم تحلم به من قبل ...
هز رأسه وشبح ابتسامة باهتة ارتسم على وجهه ....سمع صدى الكلمة الاخيرة يتردد فى داخله كما رجيع الصراخ فى بئر سحيق .. من قبل ...من قبل ..من قبل ..
هاهو يسترجع لحظة وداعه لابيه الشيخ الجليل الذى سافر الى سوريا قبل اندلاع الثورة فيها بشهر واحد ....كان يوما مشهودا فى حياته ...لم يكن بالنسبة له ابا فقط بل صديقا و معلما وشيخا حفظ على يديه القرآن وغاص فى بحور العلوم الدينية ...
وهاهو يسترجع اليوم الحزين الذى وصلته الاخبار فيه بالمذابح التى حدثت فى سوريا بعد الثورة وان والده اختفى وانقطعت اخباره تماما ...
وهاهو يتذكر اليوم المشئوم الذى اخبره احد اللاجئين السوريين ان والده قد قتل  منذ ايام قليلة  ومثل بجثته ابشع تمثيل ...
منذ ذلك اليوم يحلم بالثأر لوالده ...يحلم بأن يقتص له ممن قتله فقتل معه السماحة والطيبة والتدين والوساطية والاسلام الحق ..
وهاهو يسترجع ذلك اليوم الذى تعرف فيه على احد المجاهدين عبر الانترنت والذى دعاه للجهاد تحت راية دولة الاسلام والقصاص لوالده ....
رحلة طويلة من السفر الى تركيا ومنها الى العراق حتى اهتدى الى الطريق الحق ...كانت دماؤه تغلى فى شرايينه تنادى دوما بعطشها الى سفك الدم والى القتل ..
تجمهر الناس وتحلقوا فى دائرة واسعة ...اصوات النحيب والبكاء من تلك الجماعة الكافرة المساقة الى حتفها تتعالى ...واصوات التكبير تعلو اكثر فأكثر..
توقفوااااا ...
صدر الامر قويا حازما ...فتوقف الجميع عن التقدم ووقع بعضهم جراء اصطدام الاخرين به ..
اقترب قائده من احد الرجال والذى كان بجواره طفل لم يتجاوز العاشرة من عمره لا يتوقف عن البكاء رعبا ومافتىء الرجل يحاول اسكاته وطمئنته ...
امسك القائد بالرجل يجره من شعر رأسه ومن ذيل العصابة التى على عينيه وصرخ فى وجهه ...ايها الكافر حانت لحظة نهايتك ..
قال ذلك ودفعه ليقع ارضا على ظهره ثم اشار الى تابعه قائلا :
ــ هيا ...هذه لحظتك ياأبا صعيب ..
انتبه الاخير فتيقظت كل حواسه ...علق بندقيته وراء ظهره ثم استل خنجرا طويلا حادا من غمد مثبت على ساقه ...احكم قبضته على مقبض الخنجر وتقدم يتمتم بسم الله الله اكبر ..
اقترب من الرجل الواقع على الارض ...مد يده اليسرى الى عنقه يقبض عليه بقوة ...انتفض الرجل وحاول التراجع زحفا الى الخلف ثم نطق   بصوت مخنوق مبحوح ...أشـ...ـهـ...ــد  ...ألا ...إله إلا  الله ....واااااا   .....أشــ  ....ـهد أن ..محمدا رســــــــ...ــو ل الله ..
ارخى ابو صعيب قبضته عن عنق الرجل والتفت ناظرا الى قائده متسائلا ...تجهم الاخير غاضبا وصاح به ...اذبحه يا ابا صعيب ..
نظر الشاب الى قائده ثم الى الرجل الذى ترتعد فرائصه وما زال يتمتم  مكررا بشكل هستيرى  الشهادتين ...وقال ــ لكنه .....
وقبل ان يكمل اقترب القائد منه غاضبا فقاطعه قائلا ــ انه كاذب محتال ...كافر ملعون... يحاول النجاة بنفسه ...سأثبت لك وستكون الاخيرة لك التى تخالف فيها امرى ولو لطرفة عين ....
تقدم القائد من الرجل فأخذ بتلابيبه بقسوة وجذبه ليقف على قدميه ثم نزع العصابة عن عينه ونظر الى وجهه الذى يسكنه الرعب والخوف ...صاح فى وجهه ...اتدعى الاسلام ايها الكافر ...حسنا 
هيا اعلن عن اسلامك بالفعل لا القول ...
قال ذلك وتوجه الى الطفل القريب منهما فجذبه بعنف لتتعالى صرخات الطفل وتوسلاته بينما خيم الصمت على الجميع يحملقون بترقب وقلق ..
نزع العصابة عن عينى الطفل فازدادت صرخاته اكثر وهو يتلفت حوله مرعوبا ..
قال القائد وهو يرمى بسكين كانت معه امام قدمى الرجل ...
ــ  هيا..... اذبح هذا الطفل الكافر حتى لا يكبر ويناصب المسلمين العداء ...
الطفل ينحنى على قدمى الرجل وهو يذرف الدمع ناحبا وشهقاته تخنق الكلمات فى فمه فلا يخرج منه الا ترديده ....ابى ....لا يا ابى ....لا يا ابى ....
نظر الرجل الى القائد ومن معه من الرجال ليرى فواهات بنادقهم مصوبة الى رأسه تنتظر رد الفعل منه ...
ارتعشت شفتا الرجل وارتعد جسده وهو يمد يده ليقبض على السكين من الارض ...تراءت له العديد من الصور والمشاهد فى مخيلته ...زاد بكاءه ....نظر فى عينى الطفل الباكى ودمعت عيناه وهو يردد هامسا ...أبانا الذى فى السموات ....لم يستطع ان يكمل من شدة بكاءه ...كان يمسك برأس الطفل الصارخ وهو يتمتم .. ...بيدى انا يابنى لعلها تحمل مع حبى لك ورحمتى بك رحمة الرب فلا تتعذب كما ستتعذب على اياديهم ....وضع السكين على عنق الطفل ...صرخ الاخير لااااااااا...
جذب الرجل السكين بسرعة ماررا بها على العنق النحيل وهو يبكى بعنف صارخا .. ساااااااااااامحنى يا بنى ...
ثم امسك السكين بكلتا قبضتيه ووجه طرف نصلها الى صدره ليغرسها فى قلبه فيسقط بجوار الطفل تسيل الدماء منهما ...
تعالت ضحكات القائد ومن معه من الرجال فى حين سكن  الزهول وجه الشاب فصاح به القائد قائلا ...أرأيت  ..؟  ...أرأيت انه كان يخادعك ...؟؟
هيا ....عليك بذلك الرجل التالى ..واياك والتردد ...
تمتم الشاب لنفسه وهو يقبض بقوة على مقبض خنجره ...سحقا لهم من كافرين مرتدين ....لا.. لن تأخذنى بهم شفقة ولا رحمة بعد الان ..
امسك بكتف  الرجل التالى القريب منه دفعه فى ظهره فوقع على ركبتيه ...وقف الشاب من خلفه فجذب  ذيل العصابة فخلعها ووضع يده من اعلى على وجه الرجل فأدخل اصبعيه فى فتحتى أنف الرجل ليرجع راس الرجل الى الوراء بعنف وهو ينظر الى عينى قائده يستمد منهما القوة ...سمع الرجل يتمتم بالشهادتين  امتعضت ملامحه فى غير مبالاة  وبكل القسوة والقوة نحر عنق الرجل وهو يصيح الله اكبر ...الله اكبر.. الله اكبر ..
كبر الرجال  من حوله مع تكبيراته وتعالت ضحكاتهم  ...ارتسمت ضحكة الانتصار على شفتيه وهو ينحنى لينظر الى الرأس المنحورة فإتسعت عيناه رعبا وفزعا وهولا وجنونا وانطلق صوته راعدا صارخا مدويا خافقا قلبه مرتعدا ....
لاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ....!!!!!
..........................تمــــــــــــــــــت ............................
قصة بقلمى / علاء الدين هدهد‏