الأحد، 28 يوليو 2013

عفاف

الاحد 28 يوليو 2013



خلاويص ..؟؟
لسه...
خلاويص ..؟؟
لسه ..
أجيب البوليس ..؟؟
.....
تلتفت ضاحكة فتتماوج ضفيرتاها وهى تبحث عن شقيقاتها الثلاثة الاصغر منها..اين تراهن اختبئن منها ..؟؟
هذا يوم مولدها الحادى عشر...تشعر بفرحة غامرة وقد قالت لها امها انها ستذبح لها اليوم احدى الدجاجات لتأكلها وحدها كهدية بمناسبة عيد ميلادها ...
اخذت تبحث عن شقيقاتها بين مخلفات سطح المنزل البسيط وبين عشة الدجاج واذا بصوت امها ينطلق من الاسفل مناديا عليها....اطلقت صوتها الرفيع تلبى النداء ...حاضر ياماما ...انا جاية اهو ...
تلقتها امها ووالدها على باب الشقة ...أجفلت برهة وهى ترى والدها يناديها...ترددت نظراتها بينه وبين والدتها التى ابتسمت لها ..اقتربت منها رابتة على رأسها...همست لها ...يالا ياحبيبتى مع بابا ..هو عاوزك فى الاوضة ...
تقدمت عفاف الى والدها الذى مسح على رأسها صامتا وسار بها الى احدى الحجرات...التفت ناظرا الى امها فهزت رأسها وهمست من بين شفتيها ...مش هاقدر ...انا هاروح المطبخ ...
دخلت عفاف الى الحجرة لترى سيدة تجلس على الفراش ...انقبضت ملامح عفاف بلا سبب عندما تلاقت مع قسمات وجه السيدة بكل ما تحمله من فظاظة ...
يلا بسرعة ياعروسة ...انا ماعنديش وقت ..
صدر الصوت منها غليظا بينما كانت تفتح حقيبة صغيرة بجوارها وتخرج منها بعض الاشياء..
الام تمسك بدجاجة صغيرة من ساقيها وتحنى راسهها وعنقها الى الخلف ...
عفاف تنطلق منها صراخات الرعب والفزع تزلزل الحجرة .... تتوسل الى والدها منتحبة تغرق دموعها وجهها .....تنهرها السيدة الفظة ..
اخرسى يابت انت ..هو احنا بنعمل فيك معصية ....احنا بنحافظ على شرفك ..

تتملص الدجاجة من بين الاصابع المرتعشة القابضة على عنقها ...

لأ ...ماينفعش كده ...امسكها كويس اعمل معروف ...خلى ايدك ماسكة ايدها وشدها من تحت ركبتها...من اليمين والشمال ..
تنطلق الصرخة المذبوحة حد الموت مدوية ...
أنااااااا فى عرضك يا مااااااااااا مااااااااااااااااا ...!!!!!

السكين الحادة تمر على عنق الدجاجة ...دمعة عاجزة تجرى على خد الام ...
كاك أخيرة مكتومة لفظتها الدجاجة مع دماءها الجارية ..

ــ أهو كده ......تحفظ شرفها وعفتها ...بنات الايام دى بقوا فجرهم عينى عينك ....مافيش حيا ولا اختشى ...وكل ده من الموضة اللى طلعولنا فيها فى التلفزيون ....اعوذ بالله ..
لم يرد الاب عليها بحرف ....اخذ يربت على رأس عفاف التى اوشكت على الاغماء من فرط الألم والبكاء..
خرجت السيدة من الحجرة لتجد ثلاثة طفلات يبكين فى رعب امام الباب ...
تفحصت فى وجوههن قائلة ...
بكرة يجى دوركم ماتستعجلوش على البكا من دلوقتى..
تجاوزتها الام لتلحق بابنتها التى لم تكن تستجيب ليد والدها الرابتة عليها ....شيء ما قد مات فى براءتها منذ قليل ...ظلت تناديها راجية
....عفااااااااف ..عفااااااااااااف ...
ـــــــــــــــــــــ .... تمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت ...ــــــــــــــ