الأربعاء، 22 يونيو 2016

بجد مش هزار

الاربعاء 23 يونيو 2016
ــــــــــــــــــــ
قصة بقلمى / علاء الدين هدهد
..
ـــ بابا ...احكيلى حدوتة ...بابا بابا ... احكيلى حدوتة بقى ...
الطفل الصغير ذو الاعوام الستة يلح فى طلبه للمرة العاشرة وابيه مستغرق فى اعماله الكتابية ..
رفع الرجل نظارته الكبيرة عن عينيه ونظر الى الصغير وقد زم شفتيه ضيقا ..ثم قال :
ـــ يعنى انت مش شايف انى مشغول ...
زوى الطفل مابين حاجبيه وهز رأسه وهو يرد بطلاقة غريبة ..
ـــ الولاد كلهم فى افلام الكارتون ابوهم او امهم بيحكولهم حدوتة بالليل ....
هم الرجل بالرد فبادر الصغير الى استكمال كلامه قائلا :
ـــ وقبل ماتقولى روح لامك تحكيلك ....انا رحتلها وهى مابتعرفش تحكى حاجة ....يالا بقى احكيلى انت حدوتة ...
زفر الرجل زفرة طويلة وهو يعتدل ليواجه الصغير مبتعدا عن اوراقه وملفاته ثم امسك به رافعا اياه على ركبتيه وهو يقبل خده مبتسما قائلا :
ـــ امرى لله ....تعالى .... انا هاحكيلك حدوتة جميلة كانت تيتة بتحكيهالى انا واخواتى واحنا صغيرين زيك كده ...
ـــ ماشى ...ابدأ بقى ..
نظر الرجل للصغير وهز رأسه وقال "
ـــ صلى على النبى ...
ـــ عليه الصلاة والسلام ..
ـ كان ياما كان ....كان فيه زمان تلات معيز ...واحدة حاز وواحدة ماز والتالتة بتضرب بالعكاز ....وبعدين ..
ـــ استنى يعم شوية ...استنى استنى ...
هكذا قاطعه الصغير بصوته الرفيع الحاد فرد الرجل بضيق ..
ـــ فيه ايه ..؟؟ ...هو احنا لسه بدأنا ...
ـــ ياعنى ايه حز ومز وبتضرب بالبتاع ده ....العكاز ..
جفل الرجل فجأة وطرفت عيناه عدة مرات ...يعنى ....يعنى ... آه ...يعنى اسمهم كده
المعيز اسمهم كده ...حاز وماز و ..
ــــ حز ومز ايه يابابا.... فى حد اسمه حز ومز ...طب فيه حد يبقى اسمه بيضرب بالعكاز
تنفس الرجل بعمق ثم زفر طويلا بضيق وهو يقول :
ـــ بقولك ايه على المسا ...هى الحدوتة كده ....اسمع وانت ساكت ...ايه النصيبة دى ...ماكلنا سمعنا الحدوتة بالشكل ده ..اشمعنا انت اللى قارفنى فى كل كلمة ...
ــــ طيب طيب ...ماتزعلش ...كمل ...خلاص مش هاتكلم تانى ..
هز الرجل رأسه مستنكرا واستطرد قائلا ..
ـــ فى يوم ...ام المعيز قالتلهم انا رايحة السوق واوعوا تفتحوا الباب لحد الا لما اجى واخبط عليكم تلات خبطات ......ماشى ...؟؟؟
ـــ ماشى ..
ــــ وبعدين التعلب المكار كان مستخبى وسمع الكلام ده فاستنى لحد ما ام المعيز خرجت والمعيز قفلوا الباب وبعد شوية راح على الباب وخبط التلات خبطات..
ـــ آه وبعدين ..
ـــ بعدين المعيز قالوا دى امنا اللى على الباب ....بس المعزة الصغيرة قالتلهم استنوا لما نسمع صوتها الاول ....وراحت عند الباب وسألت ...مين اللى بيخبط ؟؟.....التعلب المكار قال بصوت رفيع ...انا امكم افتحوا ياحبايبى ..
ـــ بابا ....بابا ....طيب هى مابصتشى من العين السحرية ليه ..
ـــ يابنى ماعندهومش عين سحرية فى الباب ....
ـــ ياسلااااام ...ليه بقى ماعندهومش ..؟؟
انفجر الرجل غضبا وهو يقول :
ــــ يابنى دوووووول معييييييز ....معيز ..... يبقى عندهم عين سحرية ازاى فى الباب ...
اعتدل الطفل من جلسته فى حضن ابيه ليقول وهو يهز رأسه اعتراضا
ـــ ياسلاااام ...يعنى هو فيه معيز اصلا بتتكلم ...ولا معيز بتعيش فى البيت ...لما هما معيز وعاشوا فى البيت يبقى لازم يكون عندهم عين سحرية ...
امسك الرجل بكتفى الصغير محدقا فيه وهو يقول :
ــــ بقولك ايه ...المعيز دول فقرا ...يعنى غلابة ...ماعندهومش زفت الطين عين سحرية فى الباب ....والتعلب الهباب ضحك عليهم وخلاهم يفتحولو الباب وراح بالعهم كلهم فى بطنه ..
رفع الطفل حاجبيه مبتسما فى سخرية وهو يسأل ؟؟
ــــ هو كلهم ولا بلعهم .؟؟
رد الرجل وقد نفذ صبره ...ـــ كلهم يابنى كلهم
ـــ ايوه يعنى قطعهم بسنانه حتت وكلهم ...؟
ـــ آه ...اتنيل على عينه وكلهم ...خلاص ....ارتحت كده
هز الطفل رأسه صامتا فأكمل الرجل ...
ولما امهم جت من السوق ولقت الباب مفتوح ومافيش معيز فى البيت اتجننت وفضلت تدور عليهم لحد ماشافت التعلب المكار نايم جنب البحر وبطنه منفوخة قوى قوى ...فهى استغربت من شكله وقالت اكيد هو اللى اكل ولادى ....لازم اعمل فيه مقلب علشان اطلع المعيز من بطنه ...وبعدين ..
ــــ ياعم استنى ..انت هاتجننى معاك....
قاطعه الصغير معترضا وقبل ان يرد الرجل غضبا قال الطفل ..
ـــ انت مش قلت انه اكلهم وقطعهم حتت حتت بسنانه ...يبقى هايرجعوا من بطنه تانى ازلى بقى ..؟؟ ....نظر اليه الاب مبهوتا وهو يتلعثم مرددا ..
ــ بص ...هو ...هما ..اقصد يعنى ..هو بلعهم ...بلعهم من غير ما يقطعهم ...وهما فى بطنه لسه نايمين كده ..اتفقنا ؟؟ ....واستنى بقى شوية ابوس ايديك خلينى اكمل ...ماشى .؟؟
ـــ كمل يابابا ...انا ساكت اهو ..
ربت الاب على ظهره وهو يكمل ..
ـــ المعزة اتحدت التعلب فى موضوع كده وقالتله انها هاتفوز عليه فى شرب ميت البحر فهو وافق ....قامت المعزة قاسمة البحر نصين بينها وبينه وعملت سد بينهم وقامت ..
ـــ يابابا ....ياحبيبى ....المعزة عملت سد ازاى فى البحر ...ازاى بنت السد فى البحر .؟؟
دقق الرجل النظر فى وجه الطفل مندهشا لبرهة ثم قال ...
ــــ ياحبيبى دى حدوتة من الخيال ...يعنى مش كل حاجة بتبقى زى الحقيقة ..
هى عملت سد وخلاص وقالت للتعلب اشرب من الحتة بتعتك ونتسابق ....ومن غير مايشوفها قامت عملت خرم كبير فى السد علشان المية تروح من عندها لعند التعلب فيفضل يشرب لحد بطنه ماتفرقع ...
ــــ يادى المعزة الغريبة دى ....قالها الصغير وهو يتبرم رافضا ..
ــــ مالك يافلحوس عصرك ...فيه ايه تانى ...؟؟
ـــ يعنى ..بنت السد فى البحر وسكتنا ....لكن تخرم خرم فى السد علشان المية تروح للتعلب من عندها ...طيب ليه المية ما بتروحش من عند التعلب ليها هي ...؟؟
..
رفع الرجل الطفل عن ركبتيه وهو يقول وقد ضاق مابين حاجبيه .... هى ليلة مش معدية ...يخرب بيت الحواديت على بيت المعيز على التعالب فى يوم واحد...امشى ياض انت من هنا ...يالا روح ..
قام الطفل مشوحا بيده قائلا ...ياعم رووووووووح انت ...انا الغلطان ...انا رايح اشوف حلقة بن تن ألتميت إليين مع هيو منج صور ....او حلقة بابي إن ماي بوكيت آدفينشيرز إن بوكيتفيل ..
لأ لأ ...ده دلوقتى ميعاد ..ترانسفورمرز برايم ........خليك انت بقى مع الحز والمز ...
.
انصرف الطفل تاركا والده فاتحا فاهه مشدوها يتابعه صامتا حتى دخل غرفته ...
..
ــــــــــــــــــ.....................تمــــــــــــــــــــــــــــــــت .........ـــــــــــــ
بقلمى / علاء الدين هدهد

الثلاثاء، 21 يونيو 2016

احترسوا ....!!





 
قصة بقلمى / علاء الدين هدهد
الاربعاء 23 يونيو 2016
ــــــــــــــ
..
قليلون من يلحظون الامر
وقليلون جدا من اذا لاحظوا فهموا الحقيقة
..
يجر قدميه الى البيت..كأنما يسير على غير هدى..عاصفة من الاسئلة والافكار تدور برأسه..
كثيرة هى تلك المرات التى نشبت بينهما المشاجرات المعتادة كأى زوجين ....وقليلة تلك المرات التى لم يحتمل حدة المشاجرات بالقول فقط فإمتدت يده الغاضبة تنال من وجهها ....لكنها المرأة الاولى التى يصل فيها الشجار الى حد الضرب المبرح تاركاً اصابات دامية فى انحاء من جسدها ...نعم هى اخطأت بالفعل لكن هو يقر انه قد زاد الامر اكثر عما يستحق ...
لذلك لم يستطع مواجهتها وقد سقطت ارضا تئن من الألام فلم يجد الا الخروج من الشقة وصراخ طفليهما يدوى فى اذنيه ...
بعد منتصف الليل وقد وصل الى باب الشقة ...اصغى السمع واضعا اذنه على الباب ...الهدوء يلف المكان...اتراها والطفلين قد ناموا .؟؟ اتراهم غادروا الشقة منذ الشجار ؟؟؟
فتح الباب ودخل مستطلعا ....المكان نظيف مرتب تماما !!!
وضع هاتفه المحمول على منضدة صغيرة فى الصالة ثم اتجه دون وعى الى غرفة الطفلين ..فتح الباب واتسعت عيناه دهشة وهو يراهما نائمين فى وداعة وسكينة...انفرجت اساريره عن ابتسامة رضا وكأنما ادرك  الامر ...
بخطوات سريعة واثقة اتجه الى غرفة النوم ...الباب موارب ...دفعه قليلا ...اضاء النور ليراها نائمة على طرف الفراش
موالية اياه ظهرها ...عادت البسمة ترتسم على وجهه..
خلع ثيابه ودلف الى الفراش بالقرب منها ...اقترب منها ينظر وجهها ...اثار الجرح على طرف شفتيه واسفل عينها مازال باديا ..لم يشعر الا بيده تمتد لتربت على رأسها وهمسة منه واهنة بالاسف ...
لم تتحرك فى البداية فكرر الامر ...هنت منها كلمة خافتة ربما عنت انها متفهمة الامر وان كلاهما مخطىء....وبعد لحظات عاد تنفسها الى الانتظام ...هز رأسه صامتا وانقلب بجنبه يواجه الباب ثم مد يده جوار الفراش  لزر النور فأطفأه ونام ...
ربما مرت ساعة او اكثر ...ربما كانت مجرد سنة من نوم اخذته عندما تحرك منتبها لصوت بجوار الفراش ...بنصف عينين مغمضتين نظر ليرى الطفل واقفا امامه وهو يصدر فحيحا خافتا وكأنما شئ يتحرك يخرج من فمه ....فتح عينيه منتبها وهو يرفع رأسه بسرعة فجرى الطفل سريعا الى الخارج متجها الى الحمام المواجه للغرفة ...
انتفض جسده وهو يهب جالسا فى الفراش مناديا ....ياولد ....فيه ايه يابنى ...؟؟
التفت سريعا الى الفراش وهو يمد يده يهز زوجته التى هبت جافلة من نومها متسائلة ...اجابها وهو يتجه الى الحمام
ـــ الواد الصغير ....مش عارف فيه ايه ...!!!
فتح باب الحمام وهو يضيى النور ...كانت زوجته قد لحقت به مأخوذة ....عيناه مشدوهتان وهو يرى الحمام فارغا من اى طفل فيه ...نظر اليها مرتبكا ....راح فين ..؟؟ انا شايفه بعينى دخل الحمام ..
نظرت اليه نظرة استغراب ثم اتجهت بسرعة الى غرفة الطفلين وهو يسارع الخطى قبلها ...
على باب الغرفة وقفا معا ينظران الطفلين نائمين فى هدوء ...!!!
ــ اكيد كنت بتحلم ....معلهش ....اللى حصل النهاردة مش قليل ...
قالت ذلك وهو تعود الى غرفة النوم بينما هو يحدق فيها مستنكرا ...
اعاد النظر تجاه الطفلين ...هم بالعودة الى غرفة نومه ثم تراجع ...عاد الى الطفلين بخطوات ساكنة ...وقف امام الفراش ينظر وجه الطفل الصغير .....انه نائم كالملائكة ....مد يده ببطء الى رأس الطفل يلمس جبهته ..
ــ فيه حاجة يابابا ...؟؟؟
سحب يده بسرعة مأخوذا على صوت الطفل الكبير الذى استيقظ فجأة ...
نظر اليه وهو يتمتم ...ـــ لأ ...  لأ مافيش حاجة ياحبيبى ... انا بطمن عليكوا ...نام ,,, يالا نام ..
..
عاد الى فراشه ...زوجته تنتظره بنظرات متسائلة ..
ـــ خلاص مافيش حاجة ...يمكن كنت بحلم زى ماقلتى ..
.. مر بعض الوقت وعادت زوجته للنوم ....مازال يحدق فى ظلام الغرفة ....مازال يرقب بابها وباب الحمام المواجه ..
هل حقا  كان حلما ..؟؟
فترة اخرى من الوقت غالبه النعاس ...وبسرعة انتبه كمن يرفض الاستغراق فى النوم ...عينه على الباب ...لا شىء
استدار ليواجه ظهر زوجته النائمة ....سيوقظها ليتحدثا معا ...مد يده يهزها ...استدارت تواجهه ببطء ...هب مفزوعا متراجعا امام الوجه المشوه الدامى ..... ضحكاتها ونظرات عينيها اللامعتين تحدقان فيه ....صرخ صرخة رعب وهو يبتعد واقعا على الارض ملتفتا ليغادر الحجرة وهو يصيح ...اصطدم بزوجته الخارجة من الحمام ليراها فيقع من هول الصدمة وهو تحاول الامساك به متسائلة ....ماااالك ....فيه ايه تانى ..؟؟
تلعثم لسانه وارتعشت شفتاه وهو ينظر اليها ويشير الى الفراش بيد ترتعد رعبا ...حملقت فيه دون فهم وهى تدخل الحجرة الخالية ....ــ فيه ايه فى الاوضة ...انت هاتفزع العيال بصريخك ده ... ايه اللى حصل ...
قام ينتفض جسده ومازالت الرعشة تتملك من يده وهو يشير الى الفراش متهتها ...
ـــ كنتى ...كنتى ...هنا ....لأ ...مش انتى ....واحدة تانية ....
ـــ واحدة تانية .؟؟؟ مين اللى تقصدها ...انا مش فاهمة حاجة ...
استجمع قليلا من رباطة جأشه متمالكا نفسه وهو يسألها ...انتى ...انتى كنت فين ...وامتى خرجتى من الاوضة ..؟؟
ـــ كنت فى الحمام ....غريبة دى ....من شوية قمت اخش الحمام ...انت ايه حكايتك النهاردة .؟؟ ياراجل حرام عليك الفجر  آدن والصبح قرب يطلع  ....نام لك شوية  بقى ..
رد عليها وهو يغادر الحجرة قائلا ....نامى انتى ...انا مش هنام فى الاوضة دى ...انا هانام فى الصالون ...
..
توجه الى غرفة الصالون ....فتحها واضاء نورها ثم اغلق خلفه الباب ..
عيناه زائغتان ....مازالت نبضاته متسارعة ...مش ممكن يكون ده كله تهيؤات .....كان يدور فى الحجرة حتى توقف امام المرآة المتوسطة المعلقة على الحائط ...وقف ينظرالى وجهه الشاحب وشعره العبث ...دقق النظر لتتسع عيناه فجأة وهو يرى النار تشتعل فى المقعد المتواجد خلفه ...التفت سريعا الى المقعد .....لا شىء .... طرف بعينيه دهشة وهو يعاود الالتفات الى المرآة ليواجه وجه الطفل الكبير يملأ كل المرآة وهو يصرخ فيه بفزع وقد اشتعلت النار فى رأسه ...بااااااااابااااااااا ..
جرى صارخا مبتعدا يمسك بمقبض الباب ليفتحه ...الباب لا ينفتح ....النيران تخرج من المرآة لتنشب ألسنتها فى كل شىء والصراخ يلاحقه ليتعالى على صرخاته هو وهو يضرب الباب بقبضته ويركله بقدمه ويده تعتصر المقبض حتى انفتح الباب ليلقى بنفسه الى الخارج ساقطا فى الصالة متتبعا الغرفة ببصره فإذا بها ساكنة تماما ..
الطفلان يقفان امام غرفتهما صامتين ينظران اليه .....نظر اليها مرعوبا وحبات العرق تتدحرج على جبهته لتزحف على خديه وعنقه ....إلتفت يسارا ليرى زوجته واقفة امام باب غرفتهما تحدق فيه بإستنكار ...
اقترب الطفلان بخطوات بطيئة منه ...تراج قليلا الى الوراء زاحفا ...اقتربت الزوجة تجاهه ...
ارتعش صوته وهو يشير اليهم متسائلا ....ايه ....فيه ايه ...؟؟
رن هاتفه المحمول ....
كأنما ألقى اليه احدهم بحبل النجاة ...إلتقط المحمول ليرد مسرعا ....
ايوه ....مين ...؟؟
اتاه الصوت قويا واضحا ..
ـــ أنا حماتك يابنى ....مش حرام عليك اللى عملته ده ....كده برضو تبهدل البنت بالشكل ده
تلعثم صوته وهو ينظر الى زوجته ويرد قائلا ...
ـــ معلهش انا اسف امور بتحصل دايما و....
قاطعه الصوت قائلا ..
ـــ لااااا ...ماينفعشى الكلام ده ...انا ماقدرتش اصبر اكتر من كده ...انت تيجى فورا تصالح مراتك وعيالك وتاخدهم على البيت فورا ...
اتسعت عيناه دهشة وهو ينظر الى المحيطين به وهم يقتربون منه ببطء فى شكل دائرة يضيق قطرها رويدا رويدا ...
..
ـــــــــــــــــــــــــــــ..........تمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــت .........ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قصة بقلمى / علاء الدين هدهد





الاثنين، 13 يونيو 2016

الموقف !!

الموقف ...!!!
ـــــــــــــــ
الاثنين 13 يونيو 2016
..
مر وقت لا يعلم قدره احد...
منذ ان اجتاحت الارض رياح غامضة قلبت موازين كل شىء ..
منذ ان غلف السماء دخان اكثر غموضا وفزعا ..
منذ ان انخلعت القلوب رعبا وهى ترى المنازل تتفتت امامها وتنهارعلى من فيها كما تلال التراب تذروها الرياح ..ثم تحول الامر الى الجبال وهى تتطاير كما نتف السحاب فماجت الارض بما عليها وتزلزلت زلزلة عظيمة لتحطم كل بناء على وجهها وكل ماشيده بنو آدم
....
غامت السماء فما عاد الصارخون من هول الاحداث يرون فيها الا القتامة والموت الاسود ..
انها النهاية تضرب عمر الحياة على كوكب الارض ..
.
وانطلقت الصيحة الرهيبة ....انطلقت كما الهزيم بل اشد واقسى ...انطلقت من قلب الظلام الذى تشكل كما البوق تبتلع فوهته وجه الارض.... انطلقت طويلة حادة مدوية صاعقة انشقت القلوب فى الصدور من هولها ...انبثقت الدماء متفجرة من الوجوه والاجساد ....انفجرت العيون وصُمتْ الآذان فى ذات اللحظة من تلك النبضة من عمر الزمن .. انها النفخة الاولى !!!!
كل ذى نفس قد خر صريعا بشكل مرعب ....
ومر الوقت ...
هاهى امطار غريبة تغسل وجه الارض ....وقت طويل ايضا قد مضى ....الخراب الشامل يغلف الدنيا ....وفجأة انقطعت الامطار ....
وفجأة دوت الصيحة من جديد ....اشد واقوى واكثرحدة من الاولى ....ماجت الارض بتراب كما الاعاصير .....تبدل كل شىء ...تغير كل شىء ...صار اللون ابيضا كما معدن صلب من الفولاذ .. وها هو الوجه الجديد يتشقق ....يتمزق...
تخرج منه الاجسام العارية تنفض عنها الموات ....
كل شبر من الارض انبت جسدا ..رجالا ونساءً واطفالا ...الوجوه كالحة ....الوجوه ذاهلة ...الوجوه مرعوبة ...الوجوه متسائلة ...والصراخ والعويل يتردد فى جنبات اللاشىء
..ــ انه الويل بلا شك ...
ــ إنه العذاب ....
ــ من تراه بعثنا الان ...؟
ــ من اقامنا من مرقدنا ..؟؟
نور قوى سطعت به السماء ....
ـــ هل هى الشمس وقد عادت من جديد .؟؟..
ـــ لا ..بل هذا اقوى واشد حرارة من الشمس ..!!
ـــ هذا بلا بداية او نهاية ...انه غضب الله قد سلط علينا .
كل الانظار جُذبت بالرغم عنها مشدوهة الى الاعلى ...كل الاجسام انتصبت متمددة عظامها متوترة مشرأبة تجاه السطوع الحارق ...وحدها فقط الاطفال تجمعت فى زمرة كما كوكبة فى ناحية من المحشر ...
كل ثانية من عمر الزمن الجديد تمر تتقارب فيها الاجساد وتتزاحم وتتلاصق ...ماعاد من موطىء لقدم جديد ....
ماعادت الاقدام تتحرك حتى لو رغبت...ماعادت المفاصل تنثنى حتى لو همت ....
لجام غامض لكل جسد ثبته كما مسمار صلب فى حجر من الجرانيت ....تتطاول الرؤوس عالية لترى بعيدا جماعات وجماعات هناك وهناك غطى الظل رؤوسهم ... الظل!!! ....يالها من نعمة ....!!!!
..
هاهو السطوع الحارق يشتد فتزداد العيون اتساعا فى محاجرها تجاهه لا تستطيع الالتفات عنه...يتعرق بياض المحاجر بإحمرار دامٍ....تنزف العيون الدماء ومازالت تحدق فى الاعلى ...
تتسع الافواه ذهولا ...تتوتر الشفاه والألسن ....ترتعش الرؤوس كما ترنح السكارى ....انه الذهول فى ابشع صوره...الوقت يمر بطيئا كما حركة المشلول ....يزداد السطوع لهيبا.. .يزحف العرق من كل مسام الاجساد لزجا ثقيلا كما الزيت .... ساخنا حارقا كما حمم البراكين ....تتصبب الاجساد فى روائحها حتى توشك الجلود على الانصهار ..الايادى لا تستطيع الحراك ...الكفوف لا تمسح هذا العرق اللعين ...
خيالات الوهم والذكريات تطوف امام كل العيون الذاهلة ...انها احداث الحياة بكل تفاصيلها ....انها كل كل الاعمال تتجسد بحلوها ومرها.. والوقت الميت يزداد مواتا على موات فوق موات ... والوقت الميت يدوم ويدوم ويدوم ....والوقت الميت لا يدرى احد نهايته وقدره ..
...الاقدام تيبست ...السيقان تصلبت ...الفقرات تطقطقت ...العظام تكسرت..الظهور تحطمت وما زالت الاجساد منتصبة واقفة مشدوهة الى الاعلى ....وما زالت تفتقد القدرة على الانحناء او السقوط ارضا ..
السقوط .!!!! ..ياله من نعمة حُرم منها الجميع ....
يزداد السطوع اكثر فأكثر ...تزداد الحرارة واللهيب أكثر فأكثر ...الشعر فوق الرؤس يحترق ...الجميع صلعا تزداد رؤوسهم احمرارا محرقا ... الجميع تتشقق شفاههم فتبحث ألسنتهم عما يبللها فلا تجد الا لزوجة الصديد عرقا ..
..هاهو قد غطى الاقدام هنا ....وهناك غطى السيقان ...كل جسد مستقل عمن يلاصقه من الاجساد....هذا قد بلغ بطنه ...هذا فوق صدره ...وذاك يلتف حول عنقه كما قبضة تعتصر روحه خنقا...حتى ابليس بقامته الفارعة قد صار متسربلا بعرق كما القيوح والصديد يرنو ببصره الى وجه السطوع ذليلا مترقبا ...
ـــ هذا اطول يوم فى عمر الانسان ..
ـــ هذا اطول يوم فى عمر الانسان ..
الصراخ المكتوم فى الحناجر ينطلق مشروخا مذبوحا ليتبعثر فى فضاء اللاشىء.....
اما لهذا العذااااااااااااااب من نهاية ....؟؟؟؟؟...اما لهذا الموقف من تغيير .؟؟؟
...
العذاب ؟؟؟؟ .....!!!!!!!!
اى عذاب تقصدون ؟؟؟
انها مجرد البداية ..انتظروا تطاير الصحف فوق الرؤوس ....انتظروا الفضائح تكلل الجباه بالعار ....انتظروا ويل الحساب ...
انما هذا هو يوم الحشر ...
انه مجرد الموقف فقط !!
..
ــــــــــــــــــــــــــــــــ.......... تمــــــــــــــــــــــــــــت ........ــــــــــــــــــــ
بقلمى / علاء الدين هدهد

الاثنين، 27 يوليو 2015

الندم !!


الندم !!
.............
الاثنين 27 يوليو 2015
.
.
كلمونى تانى عنك ......فكرونى ....فكرونى
صحوا نار الشوق....الشوق فى قلبى ...وف عيونى
.
كان يجلس صامتاً لا يشاركهم احاديث المساء ولا كاسات الراح وضحكاتهم البلهاء....
فقط كان ينصت اليهم وعيناه شاردتان ...اطلق خياله عبر الافق يرقب سحابة تسير الهوينا بين النجوم حتى تدثر بها البدر محتجباً ..
..
رجعوا لى الماضى بنعيمه .....وهناوته وبحلاوته ..وبعذابه..وبقساوته
..
نفس المكان بالقرب من شاطىء البحر حيث يجتمعون نهاية كل اسبوع كما تلك الليالى الخوالى ...
تتناغم الاصوات فى مسامعه فتختفى حروف الكلمات وهو يعبر البحر ليرى نفسه معها فى ذات المكان ....الضحكات المرحة تصدح كما انفاس المساء فوق روابى جزيرة فى عمق المحيط .... يحتضنها منتشياً ويبتسم ..
..
وافتكرت ..فرحت ...وياك اد ايه .....
..
تنطلق الاحاديث فتتشابك وتتفرع وتتناثر لتلقى بأطرافها على نفس النهاية كما فى كل مرة تقريبا ..
...ينطق احدهم بإسمها ....ومن هنا تتشح الامسية بالسواد ...
...
...وافتكرت ....كمان ياروحى بعدنا ليه ....بعدنا ليه ..
..
يلتفت كليا اليهم ....ينصت متحفزا تخترق نظراته العميقة دواخلهم جميعا كأنما يستجلى الصدق فى أعماق أفئدتهم ...
..
صحوا حتى الغيره ....صحوا لى ظنونى ..
..
ـــ لقد تركتك من اجله ايها الغبى ..
ـــ انها الان معه بلا ادنى شك ...
ـــ نعم ... اذهب بنفسك لتشاهدهما
ــــ هاك الدليل ان كنت غير مصدق ...
ـــ اتذكر عندما ......
ـــ وعندما ......
ـــ وعندما .....
ـــ الان ماذا تراك ستفعل ..؟؟
يضحك احدهم ساخر ويكمل
ــــ انه اجبن من ان يفعل اى شىء ..
..
تتفجر الدماء فى شرايينه ...تتسارع نبضاته بعنف ...تهتز انامله توترا وهو يصفع احدهم بقوة ثم يهرول مبتعدا قاصدا بيتها الذى صار مشهده عن بعد مهترءا خلال نظراته التائهة ..
..
كانوا قد توقفوا عن احاديثهم يراقبونه وهو ينطلق بينما اسرع احدهم خلفه يحاول منعه
وصل الى باب البيت .... بكل العنف اصطدم به ليسقطه ويتجاوزه كما اعصار ...
..... ارجع .....ارجع ..!!!
صوت صياح مبهم ....
وصل الرجل لاهثا الى الباب ...
لحظة صمت ...
انطلقت الرصاصة يدوى ازيزها مخترقا اصداء الليل ...
توقف الزمن عن النبض وكفت كل الاصوات ...
لقد قتلها بالفعل ..!!!
..
خرج ذاهلا تتعثر خطواته ....إلتقاه احدهم بنظرات رعب وصوت متهدج...
ـــ ماذا فعلت .....؟؟؟ .....لقد سخروا منك ....كانوا سكارى يهزون ...
..
اختفى البدر فى تلك الليلة ولم يعاود الظهور مجددا ...
تعاقبت الليالى مظلمةً وعاود السكارى سهراتهم وعاود هو مراقبتهم عن بعد تارة واخرى يقترب منهم متلصصا ليتسمع ماذا يقولون ...
فى نهاية كل ليلة كان ينطلق كالتائه تأكل قدماه الطرقات لينتهى دوما الى تلك المقبرة ...
يجلس امامها باكيا ندما وعجزا ...
..
ياحياتى أنا كلّى حيرة..... ونار وغيرة .... وشوق إليك
نفسى أهرب من عذابى .....نفسى أرتاح بين ايديك
أرتاح ... بين ايديك ...
..
يظل يبكى مترقبا تلك اللحظة مهما طال به الوقت او بعدت الايام ...
تتجه الخطوات الرتيبة الحزينة اليه ...
تقف امام المقبرة متجاوزة اياه ...تخلع نظارتها السوداء لتمسح دموعها....
تقرأ الفاتحة وتهمس داعية ....الله يرحمك ويغفر لك ..
تنهمر دموعه وهو يتحسس الهواء بأنامل ضائعة كما الدخان ...
ينهار كما حبات الثرى وهو يشاهدها تبتعد متوارية خلف اللاشىء ..
..
تنتهى الايام.... وتطوى العمر منا ....
وانت حبك ....للابد.. مالوش نهاية .....مالوش نهاية ...
حبك انت مالوش نهاااااااية ...
..
.
ــــــــــــــــ............ تمـــــــــــــــــــــــــــت .........ـــــــــــــــــــــــــــــ

...

الخميس، 21 مايو 2015

حديثٌ فى حضنِ الخشب


حديثٌ فى حضنِ الخشب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
الجمعة 22 مايو 2015
..
ـــ بماذا تفضل ان تصفه به ..؟؟
ـــ أقول انه من اعظم الاختبارات الألهية للبشر ..!!!
..
كانت السياط المجدولة تلهب ظهره فتدميه ...ماعاد جلبابه الذى تمزق جراء الجلد يقيه وقع تلك الضربات المتتالية ...وقع مرارا تحت ثقل ما يحمله على كتفه ...لقد جُر جراً وسُب سبا ودُفع دفعا محتضنا الموت القادم إليه يطير طائره الاسود محلقا فى علياء السماء ...
..
ــ حسناً أنت لا تقبل إذاً بأن الذى صُلبَ هو مجرد آخر أُلقى شبهه عليه ..؟؟
ــ بالتأكيد ....فأول الامر معنى الصلب محل خلاف بيننا ..
الصلب هو الموت على الصليب وليس مجرد التعليق عليه ...
..
ضربه احدهم فوقع على ظهره ارضا ووقع الى جواره الصليب الخشبى الضخم .....وجهه مترب وعيناه تطوفان فيمن حوله يلمح الدموع الحزينة تترقرق لتسقط على الاصابع المتشابكة تتوسل داعية متعبدة ...جذب احدهم كفه الايمن بقسوة لينفرد الذراع متوترا ...امسكت الاصابع الغليظة القاسية بالكف لتفرده وتضع سن المسمار الحديدى الضخم فى منتصفه على جناح الصليب فى الوقت نفسه كان اخر قد شد الكف الايسر بنفس الصورة ...
..
ــ لكنك ستبتعد بهذه الصورة عن مضمون *..وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ *...
ـــ لا بل أنا فى قلب الآية لم افارقها او اخالفها ..
هم لم يقتلوه نعم ....ولم يصلبوه حقا لانه لم يمت على الصليب ...
واما عن الكلمة اللغز شُبه لهم فهنا يختلف التأويل ..
..
هاهم قد جمعوا القدمين الحافيتين معا...بطنا على ظهر ...برزت العظام ليستقر السن المدبب كما حربة من نار فى مفرق الفقرات...
بكل عنف البشر وبمنتهى قسوة نيران الكفر الاعمى والمقت المبين ضرب الحديد الحديد ...قرع الصوت مسامع الدنيا بصورة مروعة ...اخترقت المسامير اللحم الواهن بين فقرات العظام الضعيفة لتستقر دفينة خارقة حارقة فى حضن الخشب ...
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه..
انطلقت الصرخة تزلزل الجبال وتحرك السحاب وتخفى ضوء الشمس خجلا وحزنا ... .....انها كأس العذاب تنضح بأولى قطراتها ..
..
ــ أنت تدعم التفسير بأن شبهه الشكلى ألقى على من سلمه ايا من كان يهوذا او غيره ....
بينما ارى ان المعنى انه شبه لهم انه مات على الصليب اى ظنوه مات لما تشابه لهم من حالته الساكنة كمن لفظ انفاسه الاخيرة ..
..
ارتفع الصليب مشهراً يحمل الجسد النقى ليعلو فوق هامات البشر
ترقرق حضن الخشب ...تأوه وبكى حزناً ..
...
ــ وما دليلك على هذا .؟؟
ــ الكثير...لو كان المصلوب يهوذا .فمتى تم إعلان هذا الامر للعالمين .؟؟
ـــ بنزول القرآن وتوضيحه حقيقة ماحدث ..
ـــ حسنا ...ولو سلمنا بهذا اعتمادا لتفسير الآية كما يعتنقه الكثيرون
فما بال القرون التى مضت قبل نزول القرآن ومابال من عاش خلالها ومات معتقدا ان المصلوب هو المسيح لا يهوذا ...؟؟
كيف سيستقيم الامر على هذا النحو وهؤلاء لم يخبرهم احد ان المصلوب ليس المسيح ...؟؟
..
سار يهوذا بين الجمع ناكس الرأس اشار البعض اليه وتمتم اخرون
انه اول من غمس خبزه فى الصحن ...انه هو بلا ريب او شك ...هو من سلمه كما قال سابقا ..
..
ـــ لو المصلوب يهوذا لافتقده الجميع بعد الصلب وما وجدوه بينهم ولكانت الروايات ذكرت خبر اختفاءه ...لكن المروى خلاف هذا تماما ...
ولو المصلوب يهوذا فكيف لم يجدوا جسده فى القبر وكيف خرج منه بالاساس ..؟؟؟ هل هى معجزة ليهوذا .....؟؟؟
ولو المصلوب هذا او ذاك او اى اخر فما ذنبه ولمَّ يحمل عن المسيح ألامه ويتجرع كأسه..؟؟؟
..
تنفس الخشب ليهمس ...شَرُفتُ بكَ أيما شرفٍ ...
مر الوقت بطيئاً تحمل دقائقه كل تاريخ الألام عبر عمر الانسانية ...
وعادت الاصوات تسأل ...أتراهُ قد مات الأن ..؟؟
أنصت الخشبُ إلى خفقات النبض الغارقة فى الصفاء....انها لحظة الاحتواء قد فصلت الألم عن موضع الحياة ...همس الخشب وهو يقبل موضع الطعنة ....الان نم لتكن روحك فى نبع الضياء .. ..
..
ـــ وما الجديد إذاً يارجل ..؟؟
ــ الجديد والذى لم يشر اليه احد ممن سبق كلمة واحدة تجد انها لو اُخذت بمعناها المجرد لما كانت ذات اضافة وتعالى الله سبحانه ان يورد فى كلامه حرفا ناهيك عن كلمة بلا جدوى ..
ـــ اى كلمة تقصد ..؟؟؟
ـــ ...... *{ وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا }*
ـــ لم افهم ..!!!
ـــ انها * حياً * .....هل يُبعثُ الناسُ غير أحياء .....لا بالطبع الكل سيبعثون أحياءً ..فالبعثُ هو إحياء للموتى جميعا ....لو كانت الآية بدون حياً هل كان ينقص معناها شىء ....؟؟؟ ...لا اعتقد ......فما دلالة *حياً * هنا إذاً ..؟؟؟؟
...........................تمــــــــــــــــــــــــــــــت .................................................

الجمعة، 17 أبريل 2015




أم الصبيان ..!!!
ـــــــــــــــــــ
 الجمعة 16 ابريل 2015
..
..
كان الصوت ضعيفا واهنا بالفعل لكنه انتبه له رغم نومه فالتفت برأسه الى ما فوق كتفه محدقا فى ظلام الغرفة محاولا تبين مقبض الباب ..
مد يده فضغط زر المصباح القريب من الفراش الذى اضاء الظلام بضوء احمر باهت ألقى بالظلال على كل ماحوله ..
مرت ثوان بطيئة ثقيلة وهو يرهف حواسه جميعا ...لم يسمع جديدا ..قام متحفزا بهدوء شديد وهو يخطو تجاه الباب ....امسك بالمقبض   ففتحه بسرعة ليرى لاشىء ولا احد غير الضوء الخافت الذى ينير الصالة الصغيرة ...
خطى خطوة خارج الغرفة منصتاً ...
مَم.. مَم ..مَم ..مَم ....هاهو الصوت مجددا ...انه بالفعل يأتى  من الحمام الموارب بابه فى اخر الصالة ...
تقدم خطوتين ثم توقف لحظة ينظر حوله ...اقترب من منضدة صغيرة فالتقط من فوقها صغيرة تمثالا من البرونز كسلاح فى يده..
مَم ..مَم ..مَم ..مَم ..مَم ...
تكرر الصوت قريبا منه فالتفت مسرعا رافعا قبضته بالتمثال مهاجما وهو يرقب باب الحمام بحذر ..
اقترب يحاول ان يمد بصره من خلال فرجة الباب ليستطلع ماوراءه ...انه على بعد خطوة واحدة ....يده اليسرى تمتد لتزيح الباب وقدمه اليسرى تخطو  الى داخل الحمام فى اللحظة التى مرق سريعا من بين قدميه وهو يحبو على اربع ..
قفز بالرغم منه شاهقا متراجعا ووقع مرتدا الى الخلف ينظر برعب الى ذلك الطفل الغريب العارى الذى توقف على بعد عدة خطوات منه ينظر اليه محملقا بعينين يبرقان ...خفق قلبه بشدة وهو يبسمل وقد تملكته الرعشة... تلعثم صوته وازدرد ريقه و حاول ان يطلق  صراخا فما استطاع ...نظرة ثاقبة مخيفة سلطها الطفل عليه ثم تقدم منه خطوة وهو يحبو ببطء ...تراجع الى الوراء زاحفا من وقعته ويده تتلمس الارض بجواره بحثا عن التمثال ...توقف الطفل ومازال يحدق فيه ...
...يده تعثر على التمثال .......رفع الطفل يديه عن الارض ... يده تقبض مرتعشة على التمثال .....نهض الطفل واقفا على قدميه لتظهر بطنه المذبوحة وامعاؤه النازفة الساقطة متدلية وتقدم تجاهه خطوة مترنحا يتمتم .. مم ..مم  ....صرخ وهو يقذف التمثال البرونزى بقوة صوب الطفل ...لااااااا.. ابعد ...ابعد ...
فتح الطفل فمه ناطقا مم مم ...   فى اللحظة التى اصطدم الثمثال بقوة فى ذات موضع الطفل بالارض مطلقا صوتا مفزعا ...
..اختفى الطفل متلاشيا ....اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ...اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ...اخذ يكررها وهو ينهض وضربات قلبه تصم اذنيه ...اسرع يجرى تجاه باب الخروج منطلقا صارخا ينهب السلم نزولا الى قاعة استقبال الفندق ...
الوقت فجرا وما من احد غير تلك السيدة التى تجلس خلف المكتب تمسك بدمية لطفل تهدهدها  ...
جرى عليها مذهولا وهو يشير الى الاعلى برعب وعيناه متسائلة وصوته مرتعشا يكرر...فوق ....فوق ....فى الحمام .....!!!
رفعت عينيها اليه بنظرة لا حياة فيها وهى تمسح رأس الدمية مكررة .... هوووووو نينة نااااام ....هووووو  نينة نااااام ....هووووو نينة نااااااااااام ..!!!!

ــــــــــــــ.......... تمــــــــــــــــــــــت ..........ـــــــــــــــــ
.
من ساقه حظه الى محافظة بنى سويف ونزل فى الفندق القديم المسمى ؛ أم الصبيان ؛ بالقرب من محطة القطار هناك قد يعرف تفاصيل القصة اكثر من غيره ...
تحياتى لكم
ــــــــــــــــــــــــ
علاء الدين هدهد

السبت، 10 يناير 2015

العنتيل !!


العنتيل !!
...................
 
...

كانت قبضتاه تغادران كتفيها وانفاسه اللاهثة تتباطىء فى تراجع عندما سقطت أخر حبات العرق متدحرجة من اعلى جبينه لتقع على صدرها الدافىء ..
.. اما حتة جولة !!
قالها لنفسه راضيا فخورا بأداءه وهو ينظر فى عينى زوجته التى سكنت حركاتها بعد طول العدو حول تراك النشوة معه..
سكنت المرأة راضية مستمتعة ...
نام بجوارها جاذبا الغطاء على صدره متمتما بغيظ ...يعنى مافيش ولا حتى كلمة شكر ..!!
صوت المياه يندفع من الدش لينهمر على جسده ..رغوة الشامبو تنسحب جارية لتسقط على ارضية الحمام ..
مع تعالى طشيش الماء الساخن على كتفيه وظهره كان يرى على غيمة سحب البخار المتصاعد شكل اصدقاءه وهم على المقهى يتحدثون وقد مرت امامهم فتاة يتفجر جسدها اثارة وميعة يكادون يتشممون عبق انوثتها كما زهرة تفتحت وريقاتها ليفيض متاعها برحيق قد اختمر داعيا كل ذكور النحل للعَب منه ..
ـــ آه يازمن ..!! كنتى فين يالحمة لما كنا جزارين ..
تتناثر الضحكات ليعقب اخر ..
ــــ ولا كنت فين ياخشب لما كنا مسامير ..
يضرب احدهم كفا بكف مقهقها ..
ــ يخرب بيت ابو كده ..ولا تنفع معها فياجرا ولا حتى ابو فرولة ..
يتمتم اخر ممتعضا ..
ـــ الواحد بقى خلاص ...مالهوش نفس خالص ..
تتشابك تعليقاتهم بينما يلزم هو الصمت مرددا فى قرارة نفسه :
جتكو ألف خيبة وقرف.. رجالة ورق ..
كان ممسكا بالمنشفة يمسح جسده وهو ينظر الى نفسه فى مرآة الحمام معجبا بما وهبه الله من فحولة يحسده عليها الاخرون ..
ليس الامر بالمعجزة ان يكون لاى من الرجال جسد مفتول العضلات مستقيم البنيان جميل التناسق ...بل ولا يهم هذا بالاساس ..
انما الهام المهم وشديد الاهمية هو ما يكون عليه تكوينه الذكورى !
هذا ما يعتقده دوما ويؤمن به ..انه الفارق الاوحد بين كل رجل وآخر..
فكما تتباهى النساء بجمالهن وتتنافسن فى ابراز مفاتنهن وتباهى كل واحدة الاخريات بما لديها من مكامن الانوثة شكلا وحجما ونسقا فى كل تكوينة من تكوينات اجسادهن فكذلك يرى ان من حقه ان يباهى الاخرين بما هو عليه من قوة وشدة البأس والفحولة ..وليس الامر متوقفا على الشكل والحجم فقط بل ايضا اضافة الى هذا ما يراه فى نفسه من قوة تحكمه فى نفسه وطول باعه الزمنى وفنون الجنس وخبرته التى نماها وطورها قراءة ومشاهدة وابتكارا ..
يكاد يجزم لنفسه ان مامن رجل خان زوجته الا لاستشعاره انه خسارة فيها لوحدها ...
اما عن نفسه فلا يرى ان تلك خيانة ..
حقا انه لمن الظلم ان يكتفى مثله بأمرأة واحدة ..
حقا انه من الظلم ان تستأثر به أمرأة واحدة ..
حقا انه من الظلم ان يقصر كل قوته وخبرته على زوجة واحدة ..
بل وياللعار انها تتقبل اداءه الباهر مستمتعة صامتة راضية وكأن هذا هو المعتاد والمفروض ..!!!
كثيرا ما ردد لنفسه مقولة ..
هى الست دى فاهمة ان كل الرجالة كده ولا ايه ..؟؟
فعلا خسارة فيها النعمة اللى هى فيها ..
ربما لا يذكر عدد النسوة اللاتى مررن فى حياته وافترش معهن البساط السحرى كما يطلق عليه ...
كان يردد لكل واحدة ضاحكا :
من اللحظة دى هاتعرفى انك ماكنتيش متجوزة ..
من اللحظة دى هانسيكى اللى فات من عمرك ..
وفى كل مرة كان يضبط الكاميرا فى موضع اضجاعهما ويتأكد من وضوح وزاوية التصوير.. كان يشاهد اداءه فيما بعد فخورا ..
فى كل مرة كان يبتسم وهو يتخيل من سيشاهدون الفيديوهات من الرجال وفى اعينهم نظرات الحقد عليه والحسد له ..
كان يقهقه لنفسه وهو يسرب لبعض السيدات بطريق غير مباشر بعض التسجيلات القديمة دون ان تعرف انه هو من وراء التسريبات ..كان يجلس ليقابلهن ناظرا فى اعينهن مبتسما وكأنه يشاهد فى اللحظة ذاتها ردة فعلهن اثناء مشاهدتهن لاداءه البطولى
كان يردد لنفسه ..انا فعلا شايف فى عنين كل واحدة منكم نفس الرغبة ونفس الجوع ونفس الحرمان .. شايف الاعجاب المستخبى ..شايف اللهفة للتجربة ...وشايف نفسى انا الافضل ..
ويدور الشريط مجددا و تعاود القصة نفسها وتقع الذبابة على سطح طبق العسل ..
فى كل مرة ينهى فيها جولته مع من عساها تكون معه ينتظر تلك الجملة السحرية ....ينتظر ان تتفوه بها شاكرة اياه رافعة رايته فوق راية كل الرجال ..
وفى كل مرة ربما يسمع الضحكات اعجابا او السكوت استمتاعا او كلمات الحب اطراءا ...لكن ...
ملعون ابو الغباء والجحود ... يعنى ياسافلة منك ليها ماشفتيش الفرق بينى وبين جوزك ...ولا بينى وبين اى راجل تانى عرفتيه ..يعنى مش قادرة تنطقى بشهادة حق تحللى بيها اللى وهبتهولك ..
مسيرى ياولاد الهرمة ألاقى اللى هاتنطق بيها ..
اللى هاتقولها بحق ..
ان الكل غيرى شوية زغاليل وان انا لوحدى وبس هو العنتيل ..

..................... تمــــــــــــــــــــــــت ...................

الثلاثاء، 16 سبتمبر 2014

الغروب !!

الثلاثاء 16 سبتمبر 2014

.
الغروب !!
 
..

كل دقة في قلبي ......بتسلم عليك
يا واحشني... من زمان ...فين نور عنيك
يا واحشني ...ياواحشنى

الصوت ينساب رقراقا من هاتفه المحمول فيسرى مع الهواء الى صدره ووجدانه...كان جالساً تحت المظلة الكبيرة على طرف الشاطىء البعيد نائيا عن تجمعات المصطفين ...
امسك بالصورة القديمة بين يديه يتلمس خيوط الحنين وقد حفرها الزمن لاكثر من اربعة وعشرين عاما مضت ..
مازال يذكر كل لحظة مرت بينهما ...كل كلمة وكل طرفة عين
مازال يذكر اخر لقاء وهى تهمس له ..

ــ كل منا هايمشى فى طريق ...كل منا هايبدأ حياة تانية ...يمكن نقدر ويمكن لأ ...بس خلينا نتعاهد ....بلاش ندور على بعض ...بلاش نبص لورا علشان نقدر نشوف قدام ..

هز رأسه صامتا وارخى بصره وكأنه يؤمن على كلماتها...
مدت يدها بأخر سلام تودعه ..وقبل ان تسحب أناملها الراقيقة من حضن كفه فرت من عينها دمعة وهى تقول بصوت شرخه ألم حاولت ان تكابده ..
ــ وحياة كل حاجة حلوة بنا ...مهما حصل ومها كان نصيبى.... مش هنساك ....ياريت ....ياريت ماتنسانيش ..

يعلم ان فراقهما كان حتميا لا يستطيع اى منهما منعه او الوقوف دونه..
وابتعدت وابتعد وكان دوما يقسم لطيفها كلما وردت لحظة الوداع على ذاكرته ...عمرى .....عمرى ماهنساكى ..

انقطعت اخبارها سريعا ولما شعر بالاشتياق اليها قد بلغ مداه به وطعنات الحنين تنغرس فى اعماق قلبه خالف وعده اياها وحاول الاتصال بها ...يبدو انها غيرت رقم هاتفها ....ذهب الى بيتها مرارا يتلمس رؤيتها اذا خرجت منه فلم ينجح حتى علم انها قد انتقلت الى محافظة اخرى ..

مرت سنوات طويلة ..ظل على وحدته تناله سهام النقد واللوم والعتاب ممن يحيطون به ....اقتربت منه صديقات له...حاولن كثيرا ان تحتل احداهن مكانا من قلبه ...صد الكثيرات تارة واخرى استجاب لنصح من قال له ...مافيش غير الست تنسى الراجل الست ..
منح نفسه فرصة او بالاحرى منح احداهن فرصة للاقتراب ...
لكن ..
كانت صورتها الملائكية بملامحها الرقيقة وكينونتها الساحرة كما الفراشة النورانية دوما تقف حائلا بين قلبه وبين اى دنيا للهوى والغرام جديدة ...وكان يتذكر كلماتها الاخيرة فيجد قلبه وقد انغلق على مامضى رغما عنه..

كل نسمة تمر من عندك عليا
قلبي يحضنها بشوقه وبحنانه
كل كلمة اسمعها عنك تحلى ليا
ياللي جنبك قلبي بيلاقي امانه

ياله من تاريخ للعشق سجله فى كل ما خطته يده من اشعار او حكايات ...!!!
صارت صورتها محرابا روحيا وواحة خفية يحج اليها كلما اضناه الاشتياق ..
صارت هى منبع الوحى والإلهام ...

ها هى الشمس تبتعد عن كبد السماء ملوحة للبحر بشفقها الوردى .. وهو يراقب الامواج وبعض طيور النورس على البعد .. مازال ينصت للأغنية ترسم ملامحها امامه ..يترنم مع اللحن فى عالم لا يمت للبشر بصلة ..

يا واحشني من زمان ....امتى تجيني
تسعد المهجة وبالود تراعيني
دانتا لو حنيت وجيتني هتلاقيني
عمري مانسيت اللي كان بينك وبيني
طب دنا... من كتر ما فكرت فيك
كل دقة في قلبي ......بتسلم عليك

الصورة بين يديه غارق معها فى تأملاته عندما ندت منه تنهيدة طويلة وهمسة بسؤال ...
ياترى لساكى على وعدك ليا ....؟؟؟
..
ــ حاجات كتير بتتغير فينا ...بس القلب المخلص عمره ماينسى ..

انتبه للصوت من خلفه ...تحرك برأسه تحت المظلة ليجد امرأة تقف خلف مقعده الخشبى ...لم يفطن اليها ولا متى حضرت ...نظر اليها متسائلا..
كانت قبعتها الكبيرة تخفى ملامح وجهها ..
بحركة بطيئة من يدها رفعت طرف القبعة لينظر عينيها وفيهما لمعة لدموع حبيسة ...ضاق مابين حاجبيه مدققا اليها النظر ...اعتدل ناهضا مواجها اياها ..
اهذا معقول ...!!!!
اهذا حقيقى ..!!!
انها هى ...هى لا ريب ...يااااااا الله ..!!!!
كم تغير شكلها !!! كم تغيرت ملامحها !!!
كم تغير جسمها ..!!! كم تغير كل كل مافيها ..!!!!
فقط بقيت نفس العينين ...نفس النظرات ..نفس الصفاء الحالم لكنه اكتسى حزنا دفينا ..

كل دقه في قلبي بتقولك يا غالي
رجع الود الجميل ما بينا تاني
..
اخذ يطوف ببصره فيها عاجزا عن الكلام ...اكتفى ببعض هزات من رأسه متسائلة فما كان منها الا ان ارخت ببصرها الى الارض مع هزة من رأسها مؤكدة ..
ياللزمن القاسى ..!!!

دوامة من الاسئلة طافت به وهمَّ بأول سؤال منها عندما انطلق الصوت الصغير مناديا ...يالا ياماما ...بابا بينادى عليكى مش شايفك ...
جفل من الصوت ونظر الى الصغير ذى العشرة اعوام وقد اقترب مسرعا منها ثم امسك بيدها ...
رفعت يدها الاخرى بالنظارة السوداء ترتديها لتخفى دمعتين فرتا بالرغم منها ...حاضر ياحبيبى ..انا جاية اهو ..
علامات الدهشة تحتل قسمات وجهه ...قالت بصوت حاولت ان تجعله مبتسما ...
ـــ ده اصغر اولادى الاربعة ...دوامة الزمن ..منتا عارف بقى ...
حاول الرد ....ارتبك صوته ...حاول ان يمد يده الى يدها لكنه شاهد نظرات الصغير المتسائلة له..انتزعه صوت غليظ فظ اتيا من تلك التجمعات على الشاطىء مناديا من بعيد ...
ــ انت يااااااااااااض يازفت الطين ...رُحت فين انت وامك ..

ابتعدت مع الصغير وهو ينظر اليهما مشدوها عندما التفتت اثناء سيرها وقد خلعت النظارة لتلقى عليه باخر نظراتها..
كانت اصابعه تقبض على الصورة فى بطء متصاعد حتى انغلقت على كفه تماما عندما اكتسى البحر كله بلون الغروب ..
..
دا انت يوم ماتجيني تلقى مابين ايديك
كل دقة في قلبي ......بتسلم عليك

.......................تمــــــــــــــــــــــــــــت ..................

الأربعاء، 10 سبتمبر 2014

الشهقااااااات ..

.
الشهقااااااات ..
ــــــــــــــ
الاربعاء 10 سبتمبر 2014
.

صفير ريح المساء يلف الاجواء فيداعب ألسنة اللهب المتراقصة فى ركن الحقل تحت الجميزة العتيقة وانا امد كفيَّ لينالهما الدفء
..اخرجت من جيبى الكتاب برفق وعلى ضوء النار نظرت اول صفحاته الصفراء ..
اسرع يارجل ....انه فى النزع الاخير ..!!
انتزعنى النداء الجهورى وتردد صداه بشكل مفزع من حولى ...تلفت مأخوذا احدق فى المزروعات والاشجاء والطريق الممتد بجوار الحقل ...كل ما اراه على ضوء القمر باهت يتمايل كما الاشباح ...
قمت اخطو بضع خطوات رافعا صوتى متسائلا ....من هناك .؟؟
لم ار من اين جاء ولم اشعر به الا وهو يتآبط ذراعى جاذبا اياي منطلقاً الى الطريق وهو يردد بصوت عميق يخترق وجدانى ..
ـــ هيا انه يكابد حشرجات الموت ..
حاولت ان ابصر وجه الرجل فلم ارى منه الا عمامته البيضاء الغريبة فى شكلها وتكوينها ...
احساس غامض استولى علي وكأنى اعرف الرجل ...ذراعه التى تكاد تعتصر ذراعى فى قوة سرى منها الى داخلى تيار خفى..
كان يسير بسرعة غريبة حتى شعرت ان قدمى لا تمسان الارض وما عدت ارى معالم الطريق التى اعرفها ونحن ننطلق نتجاوز حدود المسافات ..
سمعته يترنم منتشيا ..

سكوتٌ ثم صمتٌ ثم خَرْسُ ............ و عِلْمٌ ثم وَجْدٌ ثم رَمْـــسْ

و طينٌ ثم نارٌ ثم نـــورٌ ................ و بردٌ ثم ظلّ ثم شمـــسْ
..
تردد السؤال مرتعشا بين شفتيَّ ...من أنت ..؟
صاح الرجل بأعلى صوته كمن ينادى احدا ..
ـــ لقد ناداك فلبى نداااااااااءه ..

افزعنى صوته وكأنه تجاوز به منتهى السمع منى ...
ريج عاصف دافىء شعرت به ينطلق كما السهم من بعيد لينقض على ذراعى الاخر ...إلتفت مرعوبا لارى رجلا ملثما وقد احاط بى فاعتصر بذراعه ذراعى الاخرى مرددا وهو يكلم الرجل الاول
ــــــ لبيك لبيك لبيك ..أنا هو.. انا أنت.. أنا حيث شاء ..
زادت سرعتهما وهما يحملانى حملاً ....اصابنى الدوار وانا احاول رؤية وجهتنا التى بدت تخترق المجال امامى بشكل جعل خفقات قلبى تدق فى اذنى كما طرقات الطبول ..
تمتم الرجل الثانى وهو يحلق بناظريه فى الفضاء مترنما ..
..
فيا سائلي ماذا رأى قلبك الذي .... يصحح فيه الورث في ليلةِ السُّرى
..
فيا طاعتي لو كُنْتِ كُنْتُ مقرباً ... و يا معصيتي لولاكِ ما كُنْتُ مُجْتَبَى
..
ماعدت ارى امامى الا اطياف الظلام تُطوى طيا ونحن ننطلق كما الشعاع ..
هاهناك على مرمى البصر هدفنا ..
بين شجرتين كبيرتين رمى القمر بكل ثناه على كوخ صغير
الرؤية تتكشف اخيرا ...تتضح اكثر فأكثر ...تقترب ...ننطلق لنجتاز الباب الخشبى عندما دوت الصرخة من الداخل كما هزيم الرعد ..
..
آآآآآآآآآآآآه يا وحشة تمزق الروح على سفود الاشتياق ..
..
شعرت بسقوطى على الارض امام الفراش انظر الجسد المسجى عليه وحيدا لشيخ يشير بسبابته الى أعلى ..
اقترب منه الرجلان تحوطهما هالات كما اللهب من حيث لا ادرى ..
ــ السلام عليك ابا يزيد ...
ـــ السلام عليك ورحمة الله ..
تحركت رأس الشيخ قليلا ...ندت من شفتيه همسة لم اسمعها ..
تحركت اصابع كفه فرفع ساعده الايمن قائما واغمض عينيه لحظات ..
كنت ارى الرجلين كل منهما على جانب من الفراش تتعلق عيونهما بعينى الشيخ وبشفتيه ..
اخذتنى رجفة وانا انظر حولى و دوامة من التساؤلات تغرقنى ..
كنت واقعا ارضا على ركبتى ...تقدمت قليلا الى حافة الفراش فى اللحظة التى انطلقت شهقة الشيخ وهو يقبض على يد الرجل الواقف يمين الفراش ...
ــ لهف قلبى عليك وهم يقطعوننى اربا فيك فتسيل دماؤك مبتسما..
دمعت عينا الرجل وهو يهمس قائلا :
ــ رحم الله من فهم الاختصار ضرا وضراراً ..
(مافى الجبة غير الله !!)
فما فى الجبة ياقوم الا جسدى ومافى جسدى قيم الا قلبى ومافى قلبى إلا الله ..
شهق الشيخ شهقة شعرت معها بارتجاج المكان فتسمرت عيناى به وبشفتيه ...أمسك بعنف بيد الرجل الاخر وقلبه يخفق مضطربا ..
ــ سأطوف بك فيك ..
سأطوف حوله معك ..
وسأفتح بك فتحاً فسميه بالفتوحات ..
ربت الرجل باصابعه على كف الشيخ وهو يهمس له..
نحن قوم يحرم النظر في كتبنا..لكل كلمة معنيان ولكل معنى قاصدوه ..

شهق الشيخ شهقةً اخرى وهو يصيح ...ياااااااااااا الله !!
ها أنا على شط البحر المحرم ...
إن كنت تحب أنانتك لي ، فإني قد وهبت أنانتي لك ، فافعل ما تريد ..
..
..نظرت الى الشيخ مذهولا لا اعى مما يدور من حولى شيئا وهاتف بداخلى يحثنى ان اغادر الى الخلف وهاتف اخر يسألنى أن كيف ..

أخذت احدق فى عينى الشيخ واذا بالشهقة تخرج منه عالية فتتشنج رأسه الى الوراء وتتصلب ذراعاه وتتوتر اصابعه وينتفض جسده كله على الفراش ...الرجلان تخفت صورتهما كما النور من خلف الزجاج ...رأس الشيخ تتشنج اكثر فتتسع حدقتاه ويفتح فمه ملتفتا اليَّ فتخترقنى نطراته كما طعنات السيوف ..
ارتعد جسدى بالرغم منى ...شعور برعب ممزوجا بعدم القدرة على التحرك ...العينان النافذتان تجذبانى الى حافة الفراش ...ماعدت ارى اثرا للرجلين ...امتدت يدى المرتعشة بالرغم منى لتقترب من كف الشيخ المتصلبة ...انقضت اصابعه على اصابعى فى قوة ثم امسك بمعصمى ... انطلقت صرختى وانا احاول جذب يدى منه دون جدوى ..
العينان مثبتتان على عينيَّ ...الشفتان المشققتان تهتزان هامسة ..
ـــ ارتفع فى الاجواء الاسم الاعظم فراقبوه .....واحذروا ...
احذروا السرداب من تحته قاصدا نقطة الارتكاز ..

ارتسمت الدهشة على ملامحى وسكننى التساؤل ..
ـــ اذا جرى الماء مدرارا انهارا فقد آن الاوان ..
يموت الفداء ويظهر صاحب اللواء ..
احذروا السرداب ...احذروا السرداب ...احذروا السردااااااااااااااااب ..

شهق الشيخ شهقته الاخيرة وقد تراخت قبضته عن معصمى ..
ماشعرت بنفسى الا منطلقا خارج الكوخ مهرولا هاربا لأجد نفسى وسط امواج الظلام تغرقنى دونما بصيص من ضوء ...
صدمنى شىء فوقعت ارضا واذا بالضوء يغمرنى ...ارتجف قلبى وانا انظر اليه ....تمتمت بصوت بالكاد خرج منى ..
أيارب الكون العظيم ....ايعقل هذا حقاً ..

........................تمــــــــــــــــــــــــــــــت ....................